رمضان ويهود الخليج!

رمضان ويهود الخليج!

  • رمضان ويهود الخليج!

اخرى قبل 4 سنة

رمضان ويهود الخليج!

بكر أبوبكر

 

لم ينبض عرق أي مخرج أو ممثل معروف أو مغمور حتي الآن ليسجل قصة طفل حرقوا أهله في نابلس بكل دم بارد؟ وببشاعة عز نظيرها؟ (ولكم مثلها آلاف القصص والمسلسلات)

 

 ولم تهتز شعرة في رأس الممثلة "س" أو الممثل "ص" لطفل قتلوه وهو ذاهب لصلاة الفجر في الاقصى! وغيرها من آلاف القصص والأحداث اليومية في حياتنا القبيحة بالاحتلال في فلسطين.

 

عوضا عن كل ذلك تقوم مؤسسة عربية بإنتاج مسلسل خليجي-عربي يقولون عنه "إنساني" وبالفعل "سأنساهُ" من تاريخ شعب الكويت الصامد، ومن تاريخ العرب فهو لا يمثلهم ولا يمثل أولوياتهم ولا أولوياتنا، حيث وللأسف أن هذا المسلسل "الإنساني" بممثلين كويتيين!وغيرهم يتحدث-كما تشير إعلاناته- بنعومة ومحبة و"إنسانية" وتهذيب واقتران احساس بالذنب تجاه بضعة عائلات كانت من اليهود العرب في ذاك البلد الخليجي العربي؟؟؟

 

يا ويلاه! كيف تُرتب "الأولويات"؟!! "الانسانية" في سياق التودّد الممجوج والبائس الاسرائيلي "اللانساني" المحتل لبلادنا! في ظل تساوق مشبوه مع صفقة قرن نتنياهو-ترامب والأتباع لهما، وفي سياق التحزب معه في جبهة واحدة ضد إيران التي يراد تصويرها العدو الوحيد والأبدي، وهي التي تجاورنا شئنا أم أبينا من ألاف السنين وستظل؟

 

يظن المسيّسون لهذا العمل -وهو كذلك قطعًا- أن مثل هذه المسلسلات أو الهدايا المجانية التي يقدمونها للاحتلال ذات قيمة عنده؟ وسيخيب ظنهم، فهو أي الاحتلال الذين سيعرّيهم من كل أموالهم تحت حجة "اللاجئين اليهود" من الدول العربية، وهو الذي مازال -وقد يظل-يتحكم في تدفق النفط من بلادنا العربية، ودخل حديثا الى عقول المغفلين في الأمة.

 

خاب من قام بعمل هذا المسلسل "الإنساني"! الفظيع ! فلسنا قطعًا ضد أي ديانة ومنها الديانة اليهودية التي فيها من الأبطال المدافعين عن الحق الفلسطيني الكثير ممن يستحقون مسلسلات وشرائط عنهم، واليكم النظر في حالة نعوم تشومسكي وبرني ساندرز وإيلان هاليفي وشلومو ساند وإيلان بابيه ونورمان فينكلستاين وجدعون ليفي، وغيرهم الكثير .

 

الذي يستغل الديانة ليجعلها مرتبطة بما يسميه القومية وليخرفن بجعلها مرتبطة بالاسرائيليين القدماء المنقرضين هو"نتنياهو" ويمينه الموبوء بمرض تفوقه، والاحتلال الاسرائيلي الذي بات يحتل عددا من عقول هواة السياسة العرب، ومراهقي الأزمات الذين يتذلّلون للاحتلال تحت غطاء "الانسانية" أو التقارب المكذوب بين الأديان!؟

 

الاحتلال لمن لا يفهم لادين له، ولهؤلاء "الانسانيون الجدد" نقول أن لديكم أعدل قضية بالعالم تستحق آلاف المسلسلات، ثورية أو اجتماعية أو نفسية...الخ، ولها ولقضايا بلدانكم الخليجية والعربية "الأولوية".

 

فإلى ما سبق وذكرناه من نماذج، لمَ لا تعملون مسلسلاً عن "أبو أياد" أو أبوجهاد أوعبدالعزيز الرنتيسي أوعن تلك الرضيعة التي تم دق عنقها ببشاعة!  والقائمة تطول! أوعن مروان البرغوثي أوياسر أبوبكر أوفؤاد الشوبكي أو أحمد سعدات...الخ، من المعتقلين. أوعن محمد الدرة أو عن فراس عودة! أو عن البطل فهد الأحمد، أو عن المصري الفلسطيني البطل د.محمد حمزة، أو عن الأردني البطل أو الدرزي البطل أوالصعيدي أو السوري أو اللبناني أو المغربي البطل من الألاف الذين شاركوا في صنع بهاء الأمة والقضية الفلسطينية بدمهم أو قلمهم أوكلمتهم أو جهدهم العظيم الذي كتبه التاريخ بأحرف من نور ؟!

 

 هؤلاء الراكعون علي عتبة معبد الرأسمالية الجشعة والصهيونية المتحالفة معها لا يعيرون الحق والعدل والأولوية، و"الإنسانية" التفاتا، ولا أهمية لديهم لقضايا الأمة الكبيرة أو الصغيرة، وآلامها فهي ليست من أولوياتهم! لأن أولوياتهم مريضة بالنظرة القاصرة وبالتخاذل النفسي، وبالشعور بالهزيمة الذاتية أمام الغرب تارة وأمام الإسرائيلي تارة أخرى، يظنون كل الظن وفي كل ظنهم إثم، ألا شاهت الوجوه الكالحة.

التعليقات على خبر: رمضان ويهود الخليج!

حمل التطبيق الأن